تقول السيدة عائشة -رضي الله عنها- : " فسقطَت يد النبي وثقلت رأسه على صدري، فعرفت أنه قد مـات، فلم أدري ما أفعل، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي وفتحتُ بابي الذي يَطلّ على الرجال في المسجد وأقول :
" مـات رسـول الله ، مـات رسـول الله "
فإنفـجر المسجد بالبكـاء.
وكان عمر بن الخطاب يُنكر وفـاة الرسـول ﷺ ويقول :
" إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله ﷺ قد مات؛ وإن رسول الله ﷺ لم يموت، ولكنه ذهب إلى لقاء ربه، كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات؛ و والله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله قد مـات "، ثم أخرج سيفه وقال : " من قال ان رسـول الله قد مـات قطعـت رأسـه ".
وكان أثبتـهم " أبـو بكـر الصديـق" فدخل على النبي واحتضنه وقال : " بأبي أنت وأمي يا رسـول الله طبتَ حياً وميتاً، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً "، وقبَّل النبي ثم خرج وقال :
" ألا من كـان يعـبد محـمداً ﷺ فإن محـمداً قد مـات
ومن كـان يعـبد الله فـإن الله حـيّ لا يمـوت "
وقرأ قول الله تعالى :
{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }.
وهذا اليوم لم يُرَ أظلم منه، فكما كان يوم مولده أسعد وأشرق يوم طلعت عليه الشمس، وكان يوم وفاته أشد الأيام ظلاماً ومصاباً على المسلمين والبشرية جميعاً.
التصنيف :
مقالات